بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
بعد التحية والتقدير
يطيب لنا في هذا المقام أن نتقدم الى معالي وزيرة التربية والتعليم المسؤولة الأولى عن قطاع التربية والتعليم ومن خلالكم الى السيد الوزير الأول برسالتنا المفتوحة هذه والمتضمنة لوضعيتنا المتعلقة بالترقية الى رتبتي أستاذ رئيسي وأستاذ مكون .
نحن أساتذة التعليم المتوسط لمواد الإيقاظ الذين وللأسف الشديد تم تهميشنا وحرماننا من مشاركة زملائنا الآخرين في العملية التكوينية التي بدأت منذ سنة 2005 دون أدنى سبب يجعلنا نكون في درجات أدنى أو أقل من زملائنا الأساتذة الآخرين من المواد الأخرى ، علما أننا بنفس المستويات الدراسية والتكوينية, حيث تلقينا تكوينا بنفس المقاييس والمعايير والظروف والمكان والزمان وفي مختلف المواد التكوينية المشتركة بيننا على مستوى جميع المعاهد التكنولوجية آنذاك عدا مادة التخصص التي تميز بعضنا عن بعض في الاختصاص ,وقد خرج أخيرا الكثير منا إلى التقاعد وبقيت الثلة القليلة أكثرها إن لم نقل جميعها على أبواب التقاعد تنتظر دورها في الالتحاق بركب الذين أفنوا أحلى أيام شبابهم خدمة لفلذات أكبادنا ووطننا وخرجوا اليوم وللأسف الشديد دون أن تقدم لهم أدنى عبارات التقدير والعرفان لما كان منهم من تضحيات جسام في بناء أجيال هم اليوم المسؤولون على مختلف دواوين ومصالح هذه الدولة .ونستسمحكم في هذا المقام أن نذكر على سبيل المثال ( والوجه يسيل عرقا وتأسفا) عن الحفل الأخير الذي أقيم بولاية الجلفة على شرف المديرين المتقاعدين لسنة 2014 وقد قدمت لهم تلك الهدايا والتكريمات آخر نهاية الحفل الذي دام لأكثر من ست ساعات متتالية هدايا يندى لها الجبين حيث كانت عبارة عن فناجين قهوة أكل الدهر عليها وشرب زيادة على أنها مكسورة العرى.
un soit disant service à café dont boutonnières de tasses cassées .
هكذا يكرم هؤلاء الذين علمونا وجعلونا خلفا لهم !! وزرعوا فينا الاحترام !! والالتزام !! والصدق !! والوفاء !! والإخلاص !! والشيم والصفات العالية الراقية!! . كيف نقبل على أنفسنا أن نرد هذا الجميل العلمي التربوي الذي كان منهم نحونا !! ؟؟ أي مستوى هذا من التواصل مع من هم صفوة كل مجتمع راقي متعلم متحضر ورثة العلماء والأنبياء .
من أمثالنا العربية (قالت الحجرة تبليت فنادتها الطوبة قائلة:"" ماذا عساني أنا أن أقول عن نفسي "" ...
معالي الوزيرة :
ماذا عسانا أن نقول نحن معلمي مواد الإيقاظ إذا كان هذا الصنيع مع من درسونا وعلمونا وأوصلونا الى مانحن عليه !!!!!!!!!!!!!
مادة التربية البدنية والرياضية (المادة العلمية التعليمية) التي أصبحت في عصرنا الحالي من المجالات التي توسعت بشكل كبير وواضح ولقد أصبحت من الأنشطة الإنسانية في وجدان الناس على مختلف أعمارهم وثقافاتهم وطبقاتهم . وتحتل في الدول المتقدمة مكاناً بارزاً في البرامج المدرسية لأنها الجزء المتكامل في التربية البدنية العامة ، الذي يتحقق عن طريق درس التربية والأنشطة المكملة لها ، فهي وإن كانت حركية في مظهرها الإ أنها عقلية ووجدانية واجتماعية ونفسية وخلقية في أهدافها وعلاقتها وهي لصيقة بالتربية الفنية والموسيقية . فكيف لنا أن نصل ونحقق تنمية لياقة بدنية ومهارات حركية وصحية وخلقية ومعرفية بدونهم !!!! ؟؟؟؟.. أليست التربية الرياضية جزءاً من الخطة التربوية العامة للدولة !!!؟؟ ألم تهتم بتربية الفرد عن طريق ممارسة الأنشطة الرياضية بهدف التنمية الشاملة المتزنة ، ومواكبة التقدم العلمي في مختلف ميادين الحياة ، وهي اليوم لم تعد مجرد خبرات وإنما تقوم على أسس وقواعد علمية وفق مناهج تعمل على الارتقاء بها .كل هذا, من هو القائم به !!! ؟؟ وعليه !! تحضيرا وإنجازا وتنفيذا ( هذا المعلم الذي أصبح من الدرجة الثانية ) ولاشك أن هذا التطور في مفهوم التربية البدنية والرياضية يرتبط أساساً بتطور مفهوم التربية والتعليم عامة ومستوى هذا المعلم .
أين هو هذا المعلم المسكين من مناهجكم !!!!! وما هو مقامه!!! ومكانته!!!! في وظيفة هذه المدرسة التي سطرت لنفسها منهاجا (تربوي تعليمي) لهذه العملية التربوية لتحقيق النمو المتكامل للتلاميذ من جميع الجوانب التي منها : الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية والروحية والجمالية والأخلاقية ، بما يكفل تكوين الشخصية المتزنة المتكاملة .. والمدرسة تعمل على تحقيق هذه الجوانب وإكساب التلاميذ قدراً كافياً من اللياقة البدنية والصحية ـ التي هي جزء من اللياقة الشاملة .
هذا المعلم التي تم تهميشه وحرمانه من كل هذه العمليات التكوينية المتتالية من 2005 الى أن رضي علينا ... (الطير لخضر) لسنا ندري كيف جاء ومن أين ، وبعد مرور حوالي 10 سنوات (أقدميه لا يستهان بها في كل مجال يمكن أن يتغير فيها حراك دولة برمتها ) ، تم تنظيم دورة لنا في هذه السنة (2014) رفقة بعض الأساتذة من المواد الأخرى الذين لم يشاركوا في الدورات السابقة , وللأسف الشديد اليوم أصبح الظلم أكثر ,أكبر وأدهى وأمر مما كان عليه في السابق فبعد كل هاته المعاناة لم نحظ بما استفاد منه من سبقونا !!!!.
لأي شيء أو غرض أو هدف كان تنظيم هذا التكوين !!!!!؟؟؟ ونحن لم نصنف في الرتب الخاصة بالترقية كأساتذة مكونين !!!!!
كيف يعقل أن يجتمع هؤلاء الأساتذة كلهم على العمل بمؤسسة واحدة , بمنهج واحد موحد بينهم بنفس المكان والزمان والوسائل والمناهج ومع نفس المتعلم وهم فيما بينهم متفاوتون في الدرجات وقد تم تكوينهم وتوظيفهم بنفس المعايير والمقاييس و.....................
والله لم نجد جوابا أو تفسيرا لهذه الوضعية المزرية التي نعيشها ونأسف عليها الأسف الشديد .
وعليه :
معالي الوزيرة
نتقدم إلى سيادتكم بشكوانا هذه راجين منكم العدل والإنصاف والمساواة وإعادة النظر ورد الاعتبار لنا في أن ننزل المقام الذي يليق بمستوانا الإنساني والتربوي والتعليمي بين زملائنا والذين لا نختلف معهم في شيء . وسد منافذ الفتنة وباب الفرقة والضغينة والشحناء بين أفراد الأسرة التربوية الواحدة الموحدة بسمو ورقي وقداسة الرسالة التربوية التعليمية التي تجمعنا وتجعلنا في حق وواجب وميزان واحد .
إن لكل مجتمع من المجتمعات الإنسانية القديمة والمعاصرة نظمه التربوية والتعليمية، المسؤولة عن إعداد الفرد ( معلم ، ومتعلم) وتكوينه وتعليمه، وفق ما يضمن بقاء المجتمع واستمراره وتطوره، و”أهم ما يميز عصرنا هو أخذه بالأسلوب العلمي والتكنولوجي أسلوبا في الحياة تفكيرا وعملا. لذلك لابد أن تأخذ الجزائر المستقلة بهذا الأسلوب حتى تلحق بركب الحضارة العالمي وتعيش في عصرها وزمانها وتكفل لمستقبلها النمو والازدهار ولن يكون هذا إلا بإرجاع القيمة الحقيقية لهذا المعلم ، المربي وصانع الأجيال وترقيته الى المقام الذي يجعله فعلا يؤدي دوره التربوي والتوجيهي والتعليمي وأن يكون فعلا رجل الواجب المقدس . فهو المحرك والمنجز والمنفذ للمنظومة التربوية ، التي نريدها قيما تصنع وتمثل فعلا اتجاهات ومبادئ فكرية واجتماعية وسياسية ودينية راقية عالية تسود المجتمع وتكون سلوكا طبيعيا لكل فرد ، وأداة تحدد نمط شخصية هذا الفرد المرغوب فيه، ولن يكون هذا الا بفعل التربية والتعليم التي تعكس ذات المجتمع وآماله وتطلعاته، ونحن اليوم نجتمع جميعا ونطالب بالمردودية والفعّالية والنفعية والتسيير العقلاني لقطاع التربية والتعليم.
تقبلوا منا فائق آيات الاحترام وأصدق عبارات التقدير التي تليق بمقامكم التربوي المقدس والعلمي الراقي .
قداسة رسالتنا سنة وواجب علينا لابد أن نقوم به ونكون عليه جميعا فهي كل الصفات والخصال التي كانت سلوكات و(آية) لخير معلمي البشرية وبداية دعوة أرسل فيها نذيرا وبشيرا بكلمة واحدة شاملة جامعة عالية بنيت عليها الدنيا والآخرة ــ إقرأ ــ عليك أفضل الصلاة وأزكى السلام يا خير الأنام .
من أراد الدنيا فعليه بالعلم ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم ومن أراد الدنيا والآخرة فعليه بالعلم.
ع/ التنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم المتوسط المدمجين بعد تكوين 2014
ع. منصور
الرئيسية 